أحدث الأخبار

تقع مكة المكرمة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وهي مسقط رأس النبي محمد (ص) وتصنّف أقدس مدينة في العالم الإسلامي، حيث يتهافت في كل عام ملايين المسلمين من كافة أقطار الأرض لزيارة هذه المدينة المقدسة وأداء مناسك الحج والعمرة. وبالإضافة إلى كونها المكان الأقدس لممارسة الشعائر والطقوس الدينية الإسلامية، تقدّم مدينة مكة لزوارها مزيجاً يجمع بين المعالم الروحية والتاريخية ومعالم الفنون المعمارية. وفيما يلي، قائمة من أبرز الأماكن السياحية في مكة التي على الزائر أن لا يفوّت زيارتها.

 

1. حي حراء الثقافي

يقدّم حي حراء الثقافي الممتد على مساحة 67000 متر مربّع بجوار جبل النور_أشهر معالم مكة المكرمة_ تجربةً إثرائية فريدة في رحلةٍ تاريخية وثقافية وترفيهية إلى عوالم الماضي. ويقدم الحي تجربةً دينية وثقافية تثري زيارة المعتمرين، وهو ما يعد من الأهداف الرئيسية لرؤية المملكة 2030. ويتميّز موقع حي حراء أيضاً بقربه من فندقي "مكارم البيت مكة" و "مكارم منى مكة"، حيث أنّه يبعد عنهما مسافة 10 دقائق في السيارة فقط. وفيما يلي أبرز المعالم الجاذبة للزوّار في الحي:

• معرض الوحي: هو الوجهة الرئيسية في الحي، يقدّم لزائريه عبر عرضٍ تقني قصة موجزة عن نزول الوحي على الأنبياء، عليهم السلام ـ، كما يتضمّن قاعة خاصة تسرد قصة نزول الوحي على النبي محمد (ص).
• متحف القرآن الكريم: يعدّ أوّل متحف يُعنى بالقرآن الكريم في مكة المكرّمة ويبيّن عظمته من خلال عرضٍ يستعين بالتقنيات الحديثة، كما يحتضن المعرض مخطوطات قديمة للقرآن الكريم.
• حديقة ومقصورات حراء: حديقة فسيحة ذات بساط أخضر للراحة والاسترخاء، ومقصورات فاخرة تطل على جبل النور وتحتوي على علّية للاستجمام وحديقة خاصة.
• المكتبة الثقافية: تضم كتباً ومراجعاً علمية ومعروضات، وتقنيات متباينة، تحكي معلومات إثرائية وثقافية عن مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، والسيرة النبوية.
• طريق الصعود إلى الغار: طريق ممهدة وآمنة مع لوحات إرشادية للصعود إلى غار حراء الذي شهد أحداث نزول الوحي على النبي محمد (ص).
• متحف القهوة السعودية: يقدم المتحف لزوّاره تجربة تذوّق القهوة السعودية التي تعد أيقونةً ثقافية لا يمكن إغفالها، إلى جانب التعرف على أنواعها وطرق إعدادها في مناطق المملكة.

 

2. مجمّع أبراج السّاعة

يعتبر مجمّع أبراج الساعة، المعروف أيضاً بأبراج البيت، أحد المعالم الأكثر حداثة وتميّزاً في مكة المكرمة، وهو ثالث أطول برج في العالم. تضم أبراج البيت المهيمنة على أفق المدينة مركزاً تجارياً ضخماً وفنادق فاخرة ووحدات سكنية. ولكن ما يميّز هذه الأبراج بالفعل هو الساعة العملاقة على واجهة المجمّع التي يمكن رؤيتها على بعد أميال، ممّا يساعد الحجّاج على معرفة ما إذا حان وقت الصلاة. كما أنّه لا يمكن إغفال الهندسة المعمارية الفائقة لأبراج الساعة وموقعها الإستراتيجي المجاور للمسجد الحرام، ممّا يجعل منها مكاناً لا بد من زيارته.

 

3. جبل

يقع جبل النور بالقرب من مكة، وهو موقع مميز يحمل أهمية تاريخية وروحانية كبيرة. وقد حصل هذا الجبل على اسم "جبل النور" لأنَّه يضم غار حراء الشهير الذي نزلت فيه أولى آيات القرآن الكريم على النبي محمد (ص). وبالتالي فإنّ لغار حراء أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، مما يجعل من جبل النور مكاناً مفضّلاً للزيارة للعديد من الحجّاج والسيّاح الذين يرغبون في خوض تجربةٍ تاريخيةٍ روحانيةٍ عميقة.

 

4. جبل ثور

يحتل جبل ثور مكانة مهمة في التاريخ الإسلامي، حيث أنّه يحتضن غار ثور الذي احتمى فيه رسول الله (ص) مع صاحبه أبو بكر الصدّيق من تتبّع أعدائهم من قبيلة قريش أثناء رحلة هجرتهم إلى المدينة المنوّرة. ومن خلال زيارة جبل ثور يكتسب الزائر فهماً أعمق للتحديات التي واجهها الإسلام في أيّامه الأولى، وتتسنّى له فرصة التفكّر الهادئ والعميق في التاريخ الإسلامي الحافل.

 

5. مقبرة جنة المعلا

جنة المعلا أو مقبرة جنة المعلا، هي من المقابر الأقدم في مكة المكرّمة، وهي تحتضن قبور العديد من أسلاف النبي وأفراد أسرته، مما يجعلها مكاناً ذات أهمية بالغة في التاريخ الإسلامي. وبالرغم من أنَّ دخول الزوار غير المسلمين إلى المقبرة قد يكون محدوداً، إلّا أنَّ المقبرة تظل من المعالم التاريخية الرئيسية لمكة المكرّمة.

 

6. مسجد

يقع مسجد الخيف الذي يتمتّع بتاريخ حافل يعود إلى زمن النبي محمد (ص) في مشعر منى بالقرب من مكة، وهو المكان الذي يؤدي الحجّاج فيه صلواتهم أثناء مراسم رمي الجمرات(رجم الشيطان). وبفضل مساحته الواسعة، يمكن للمسجد أن يستوعب عدداً كبيراً من المصلّين، مما يجعله أحد أكبر المساجد في وادي منى. فضلاً عن كونه لوحة معمارية رائعة، يشكّل المسجد أيضاً رمزاً للوحدة حيث يجتمع فيه الحجّاج من جميع أنحاء العالم لأداء صلاة الجماعة.
في الختام، إنّ لمكة المكرمة هالة روحانية لا مثيل لها بفضل الدور المركزي الذي لعبته على مدى الأيام في التاريخ الإسلامي. وتتميّز أيضاً هذه المدينة المقدّسة بجمالٍ طبيعيٍّ باهر، وتحتضن معالم فنية معمارية رائعة، فضلاً عن معالمها التاريخية الغنية، حيث تترك زيارتها الفريدة أثراً عميقاً لا يمحى من قلب وروح كل زائر. وسواءً كنت حاجّاً أم سائحاً، فاحرص على استكشاف هذه الأماكن الرائعة وانغمس في التاريخ الحافل والروحانية العميقة التي تتّسم بها هذه المدينة المقدسة.